وافتخر بأختي ريما

بعد مرور فترة طوييييلة بعيدة عن المدونة.. وبعد انشغالي بأمور كثيييرة بعيدة عن التدوين.. وبعد كبت العدييييد من المشاعر بعيدة عن الفضفضة.. انتابني الشعور من جديد للتدوين من أجل التعبير عما في داخلي تجاه اختي، حبيبة قلبي وتوأم روحي ورسامة ابتسامتي ومصدر سعادتي.. ريما نواوي المعروفة بريكس توما نواتو في عالم النت بأكمله 8) ..

وجدتها أمامي عندما فتحت عيناي في هذه الدنيا.. فعلمت انها اختي الكبرى التي ستشاركني حياتي، ولكن الآن هي ليست مجرد اخت.. فقد اصبحت صديقتي الصادقة ومعلمتي الصارمة 😉 ..

صورة من الطفولة السحيقة في ارض الديرة

علمتني الحياة بخطواتها.. ماتروح مكان إلا واجري وراها.. ماتلعب إلا وتشاركني معاها.. ترعرعت بين أفكارها و تحشيشاتها وأسلوبها واستهبالاتها.. حتى كبِرْت واستقلّت شخصيتي عن شخصيتها ولكني ومازلت لا أستطيع الاستغناء عن مواهبها ونصائحها ووقوفها بجانبي وحبها لي 😀 .. واجهنا الأفراح والمصاعب سوياً.. مشكلتها هي مشكلتي وفرحتي هي فرحتها.. فكلانا من المجتمع الجوزائي.. فأنا اتنين وهي اتنين صرنا فرقة أبو أربعة انفار .. وعشنا بذلك عالمنا الخاص وسط هذا العالم المليء بالمفاجئات والمواقف التي لا تعد ولا تحصى.. اجد فيها أختي هي أولى أولياتي.. فبفضل الله الذي رزقني بأخت مثلها ثم وجودها بجانبي لما كنت ما أنا عليه الآن نفسياً وعاطفياً واجتماعياً واقتصادياً << اش دخل الاقتصاد؟ 😛 ..

وأهم شي في حياتنا الأكشنية.. تعلمت منها انه الحماس يجيب كل شي كويس في الحياة 🙂 .. شي جديد؟ حماس.. شي غريب؟ حماس.. شي رهيب؟ حماس.. شي نادر؟ حماس.. وآخر حماس اتحمسته معاها يستحق ذكره هو اني صرت من مستخدمي منتجات ابل بعد ويندوز المخلص ومازلت غير نادمة على قراري 🙂 .. رب حماس خير من الف تردد << اش اللي؟؟ 

وهنا يكمن أكبر حماس واجهناه في هذه الحياة حين علمنا عن هذا المرض الجديد المستحدث وقتها.. ولم أعلم باسمه الاصلي وأنا في الخامسة عشر من العمر اسمع الناس تسميه بـ “الخبيث” !!! اش هو دا الخبيث؟؟ ماسمعت عن الخبث الا لمن اقول أعوذ بالله من الخبث والخبائث .. لم أعلم كيف كان قوة الخبر على مسامعها، ولكن ابتسامتها لوجودي بجانبها وشكحتها اللي أنا متعودة عليها لم أشعر بمقدار هول الخبر.. مجرد انه مرض زيه زي غيره ونتشافى منه إن شاء الله.. مجرد انه نادر، ليس بالوراثي ولا بالمعدي.. لا اعلم إذا كان هذا غباء وجهل مني بس الصراحة أنا اتحمست اننا حنواجه مرض غريب مع بعض وأشوف اختي بعدها بصحة وعافية.. فتوالت الأحداث واستمرت العمليات وبدأت العلاج بالكيماويات.. وكنت معها في اللعبة، فتابعت معاها كل المراحل 8) ..

هكذا علمتني “جمال مشاركة الصعوبات سوياً لنكوّن روابط الدعم والمحبة”

وبسبب انتشار المرض، لا أخفي أن أختي ريما قد وُلِد داخلها رجلٌ بعمرها بعد استئصال المبيضين.. وبعدها بأيام، فاجئتني برسمة رسمتها لشخص يدعى (ريكس) وهي تقول بانشكاح: هذا أنا ولكن على هيئة ولد!!! 😯 بغض النظر انها رسمت الشخصية لا إرادياً أو عن قصد، أنا شخصياً اتحمست اني قدرت أشوف ماهية هذا الشخص الجديد.. فنظرت إليه بتمعن لأتعرف عليه.. ظننته مجرد شعور ينتابني ولكن الأحداث والمواقف بينت لي أنها أصبحت جوزائية من ذكر وانثى << حماس 😀 .. فمثلاً كوني في مجال طبي، لمن افضفضلها عن مشاكلي اللي حصلت مع صديقاتي تساعدني وتنصحني.. وإذا مشاكل مع زملاء العمل من الرجال برضو ألاقيها تساعدني وتعطيني حلول محششة ولكنها مفيدة ونفعت معايا 😉 .. رهيبة انت يا اوختي ماشاء الله عليك.. ما أحتاج شي غيرك..

هكذا علمتني “نحمد الله على ما ابتلانا به ونثق انه الخير لنا لأنه سيعود علينا بفائدة غير متوقعة”..

أول رسمة للشخصية ريكس!! بس كأني حاسة انه الرقبة ملعوب فيها بالفوتوشوب خخخخ..

وبما أنها خضعت تحت الكثير من الكيماويات، فالجميع يعلم أن من أول أعراضه سقوط الشعر.. ما أنسى أول مرة شفنا الشعر يتساقط بغزارة، أنا قعدت دقيقتين استوعب اش اللي حاصل، ولكني لم اسمع منها إلا كلمة “واااااو حماس”… ايقظتني كلماتها واتحمست أنا التانية وبدون شعور قلت “واو.. كيف شكلك لمن يطيح كل الشعر؟؟ حماس”.. حماس ايش انت ووجهك وكلماتك قد تجرحها بدون قصد 😦 .. ولكن ما وجدته منها لا يدل على ذلك، كل ما اذكره اننا كنا نضحك بتحشيش ونجمع الشعر في كيس صغير تقديراً له..

هكذا علمتني “كيف اتعامل مع المصائب لتتحول الى ايجابيات”..

وكما لكل شخص منّا عالمه الجوزائي الخاص، يستمتع كل منا بوقته وحيداً.. ولكن أحياناً تمر ريما بصعوبات ومشاكل تخصها هي شخصياً أشعر بها ولكنها لا تحدثني عنها 😦 .. فأميل الى مشاركتها فيما يضايقها، بس في نفس الوقت أنا عارفة انها ما حتتردد إذا احتاجت مساعدتي أو تفضفضلي اللي في نفسها.. وبالرغم من ذلك، يبهرني تعاملها الراقي مع من حولها وتعاملها معهم بحماس وانشكاح وابتسامة، لا لإخفاء جرحها وحزنها كما اعتقدت 😐 ولكنها تستخدم ابتسامتها للتخفيف عما يضايقها في عالمها الخاص برؤية سعادة من حولها من الناس معها..مالت عليا زمان، لو أنا؟ أحكي كل الناس عن المشكلة وبكا طول الليل وكيف اسوي وتعالوا ساعدوني وهالة سودة وزرقة حوليني.. ولكني تعلمت منها والحمدلله تجاوزت هذه المرحلة تقريباً وسأستمر في التدريب على ذلك..

هكذا علمتني “لمن تكوني في مشكلة تخصك انت بس، لا تنشري رسايلك السلبية لمن حولك.. بل إسعاد من حولك هو أرقى حل لترفعي به من معنوياتك”..

قد ما اننا جوزائيين ونتعب مع نفسنا كثييير، بس أهم ما يميزنا ونحمد ربنا عليها انه عندنا القدرة انه نكلم نفسنا كشخص.. كثير اسمع انه ينقال لنا “سلامات؟ بسم الله تكلمي نفسك؟؟”.. ايوة نكلم نفسنا وبجدية كمان 8) .. لمن تضحك تصور نفسها لتوثق سعادتها، لمن تبكي تتفرج على نفسها في المرايا لتشفق على حالها وتبطّل.. لمن تغلط على أحد تأنب نفسها بطريقتها بدون خدش عزتها وكرامتها.. لمن تنجز شي عظيم تكافئ نفسها لتشجع طموحاتها..

هكذا علمتني.. “لا تشوف نفسك في نجاحك ولاتهين نفسك في فشلك.. بل عاملها كما تعامل صديقك وكن صديقاً لنفسك”

قد ما نسمع انه مرض السرطان مرض نهايته الموت أو انه مرض أبدي ومدري ايش من خزعبلات اعتاد أن يعتقدها البعض أنها حقيقة.. طيب كلنا حنموت وي؟؟ حبكتله السرطان يكون هو سبب الموت يعني؟ 👿 عشان كدا أنا أئيد ريما في مبدئها.. ليش ما نعيش واحنا وجعانيين؟؟ مافيها شي.. دام انه الروح مازالت في الجسد فلنعيش حياة كريمة سعيدة.. دام انه في فرصة للحياة حتكون في فرصة اننا نجمع حسنات اكثر ونرتفع في جنات النعيم.. ليش الاستسلام؟ ليش المسكنة والتوجع المستفعل؟ حط تركيزك في شي تاني.. اتفرج بليتش، سوي يوقا، شيك على الفيس بوك، اهرج في تويتر، اتمشى في اليوتيوب وانشر المقاطع، حشش مع اللي حولينك، ارسم في اي ورقة جنبك حتى لو ما تعرف ترسم، عايدي جداً..

هكذا علمتني.. “لا يأس مع الحياة لأنه لا حياة مع اليأس.. فلنحسن الظن بالله والله أعلم بما هو خير لنا”..

وآخر ما لاحظته في نفسي أن ريما هي دعمي الروحي، ماكنت اتوقع انها بعدها عني يجيبلي هذا الانهيار النفسي.. فهذه أول مرة ليا ما أكون جنب ريكسو وقت محارباتها في كل تاريخ مرضها 😥 .. فربنا عالِم إني قعدت حوالي الأسبوع وحالتي صعبة من استفقادي لها بجانبي، حاسة اني جسد بروح حزينة وقلب مكسور نسي نصفه الآخر في الصين.. بكيت في رحلة رجوعي للسعودية كثيراً 😦 .. صح كانت تمر أسابيع عليا وريما في الرياض بعيداً عني، بس هذه المرة مختلفة تماماً.. لأني كنت معها في موقع الحدث وبعد فترة تركتها ورجعت أدراجي 😥 .. قلقت كثيراً انها ستُحبط نفسيتها لبعدي عنها، ولكنها استطاعت تخطي صعوبة ذلك في غضون ساعات.. كم أنت قوية وشجاعة الله يحفظك..

نعم.. لقد تعلمت حالياً.. “مهما ازداد حبك لشخص، لا تتعلق به لدرجة انه تخلي نفسيتك الغالية تتعب وصحتك القيمة تتدهور.. لو بعد عنك اصبر حيرجعلك، لو زعل منك اعتذر وحيرجعلك، لو احتاجك في شي اتواجد حولينه حيرجعلك.. اتصرف بحكمة في مصلحة الطرفين واستعيذ من الشيطان انه يركب راصك وتنتحر”

كدا أنا حأسترسل في الكلام والمدونة حتعلّق معاكم.. فمازال هناك الكثير والكثير مما تعلمته من هذه الانسانة العظيمة التي افتخر بها كأخت لي.. وها أنا امام كل محبينها ومعجبيها اقول لك يا ريكسو: كل سنة وانت طيبة يا احسن اخت في الدوووونيا.. ومبرووووووك عليك الانتصار في كل المعارك وتختيمك للعبة الصعبة هذه.. يارب تكون سنة ٢٨ ولادة جديدة عليك وتعيشي حياة الاكشن من جديد…. لا… بل مرة اخرى!! 😀 وهذه التدوينة الأربعة طعشر أهديها لك من مدونتي المتواضعة اللي قررت اني أعود اليها من أجلك..  أنت جوهرة.. أنت أعظم نعمة في حياتي.. بارك الله لك في حياتك ووقتك وجعل أخلاقك وكلماتك ومعاملتك الراقية للجميع عملاً جارياً وأجراً خالصاً في موازين حسناتك إلى يوم القيامة..

بس في النهاية، برضو انت غشاشة.. كل ما اتعلم منك وانجح في التنفيذ والتقليد الأصلي، تطلعيلي بخُلُق راقي جديد ابغى اتعلمه.. يعني متى حأوصلك وأصير زيك وتوأم لروحك منجد؟؟ :P.. بس مرة وحشتيني ريكسو.. وحشني النظر الى عينك المتفائلة.. وحشتني ضمتك الدافئة.. وحشتني مسكة يدك المطمئنة.. فخلي بالك انك حتتروشي بدموعي لمن توصلي البيت إن شاء الله بالسلامة :”””””)

شكر خاص لأخي المحارب أمجد نواوي اللي ضحى بإجازته الدراسية لمرافقة ريما، ولأمي الغالية التي جلست بجانبها وضحت الكثير من اجل إعداد مالذ وطاب من الأطباق الرمضانية، ولأبي العزيز الذي ضحى بإجازته السنوية للمكوث مع الجميع، ولأختي سمية وأخي أنس لروحهم اللطيفة ودعواتهم المتواصلة.. ولشخص ما – مجهول الهوية حالياً – لدعمه الدائم لها ولنا..

وشكر عام لكل من سكن في قلبهـ/ـا محبتها في الله.. ولكل من أعطاها الدعم والهدايا والكلمات التشجيعية والتحشيشية وغيرها.. ولكل من كتب لها أو عنها في الصحف والمقالات والمدونات وغيرها.. ولكل من تابعها في الحقيقة وفي تويتر والفيس وبوش مي وغيرها.. ولكل من تابعني من أجلها (أو يمكن من أجلي) وغيرها برضو.. ولا اخفي عليكم انني اشعر بالغيرة تجاهكم لانكم اهتميتوا بيها واعطيتوها اللي تحتاجه في وقت كنت مشغولة فيه عنها بسبب العمل وأمور البيت والعلاقات الاجتماعية…. وغيرها ..

** شكراً لكـــــــم **

اش رأيكم احط تصنيف في المدونة عن الدروس اللي اتعلمتها منها ونسوي منهج دراسي نعلمه الاجيال اللي بعدنا؟؟ اش تقترحوا اسم المنهج؟؟ انتظر آرائكم 🙂 ..

أكثر ما يميزها انها تحمد الله كثيراً، وبصدق من القلب.. فصدق قوله "لَـئِن شَـكَرتُم لَأزِيدَنّـكُم"

** أحبـــــــــــــــــــــــــك يا ريمـــــــــــــــا **